fifi39 عضو متميز
عدد المساهمات : 381 نقاط تميز العضو : 683 السٌّمعَة : 1 تاريخ التسجيل : 16/08/2009 العمر : 32
| | رمضان العام في غزة غير..! | |
رزق عروق - الجزيرة توك ـ غزة بكل الشوق الذي ننتظر فيه شهر البركات والخيرات, يأتي رمضان نسخة هذا العام ,ليس ككل الأعوام التي مرت على الفلسطينيين, وقد لا نكون قد شهدنا رمضانا واحدا و الوطن منقسم على نفسه بعد أن طلقت غزة الضفة ,طلقة بائنة حتى هذا الاجل لا عودة عنها ..يأتي رمضان العام , والناس يملأهم شغف كبير ان تعود اللحمة مرة أخرى مع شهر البركات والخير ,عكس ما اتى عليه العام الماضي من وحدة ولحمة وطنية بين كافة أطياف الشعب الفلسطيني...في وقت تدق اسرائيل فيه طبول الحرب على أبواب غزة في أعقاب العملية التي نفذتها المقاومة الفلسطينية نهاية الاسبوع الماضي والتي اسفرت عن مقتل ضابط اسرائيلي واصابة 70 جنديا بفعل سقوط صاروخ محلي الصنع على موقع زكيم العسكري شمال قطاع غزة. وتجتهد المقاومة الفلسطينية أن تهييء الشارع الفلسطيني الى مواجهة عسكرية قادمة يراها البعض ستكون حاسمة بالنسبة لقطاع غزة, اما ان تنهي اسرائيل ثوران الفتية , او تكسر شوكة الجيش الذي لا يقهر مرة أخرى في غزة, مع احضار:" جلعايد جدد" على غرار الجندي الاسير جلعاد شاليط.
يختلف مذاق شهر رمضان هذا العام عن قرنائه , مع استمرار اسرائيل باحتجاز أكثر من 11 الف اسير فلسطيني في سجونها المنتشرة على طول وعرض الأرض المحتلة عام 48م, ترنو أعينهم الى النور , كي ينعموا بحرية يرونها بعيدة , مع اشتداد الفرقة والخلاف بين الأخوة, بينما تسلط اسرائيل سيفها على رقاب الفلسطينيين وشلال الدم لا زال ينزف كما اعتاد عليه الجميع
الاختلاف أيضا يظهر جليا, مع استمرار الحصار المشدد المفروض على قطاع غزة منذ ثلاثة أشهر , أي منذ سيطرة حركة حماس على قطاع غزة, والانقسام السياسي الذي نجم عن الاشتباكات المسلحة بين حماس وفتح والأجهزة الامنية منتصف حزيران الماضي, بعد أن ضربت اسرائيل حصارا لم تشهده الاراضي الفلسطينية من قبل , حيث أغلقت المعابر , ومنفذ قطاع غزة الوحيد على العالم الخارجي (معبر رفح), مع اغلاق المنافذ الاقتصادية , غير انها تسمح بادخال المواد الغذائية و الأدوية أما غير ذلك فترفض اسرائيل ادخاله الى القطاع , في ظل ارتفاع حاد في الأسعار ونقص في السلع من الاسواق, مع قلة من المتسوقين..
يأتي رمضان على غزة , وقد ارتفع منسوب الفقر الى أعلى مستوياته وزاد عدد العاطلين عن العمل , ببضع مئات من الالاف, ومع انقطاع مستمر للكهرباء, انسجاما مع التهديد الاسرائيلي بقطع الكهرباء والماء عن القطاع. بالنسبة للسكان المحليين في قطاع غزة, لا امل بتحسن الأوضاع السياسية والاقتصادية في ظل تبادل الاتهامات ونشر الفضائح من هنا او هناك , واستمرار الفرقة والانقسام بين شطري الوطن , حتى غمس 1.5مليون فلسطيني لقمة افطارهم اليومي في رمضان بدموع من دم. أسدل رمضان أستاره على غزة, وقد رحل أكثر من 400 مواطن فلسطيني تقريبا ضحية موجة الفلتان الأمني , وبضع الالاف من المصابين ,ومئات من المعاقين واصحاب الاعاقة الدائمة جراء الاشتباكات المسلحة..وقد تقطعت اوصال العائلات الفلسطينية في قطاع غزة بعد ان رحلت بعضها الى الضفة, وهربت الاخرى الى مصر في ظل الوضع الجديد. هلّ رمضان على الفلسطينيين , وقد منعت الصلاة في المسجد الأقصى المبارك لالاف من المسلمين في فلسطين, واغلق الحرم الابراهيم الشريف في وجه الفلسطنيين في مدينة خليل الرحمن. وكعادة رمضان, شهر فيه من الخير الكثير, والبركة , يتسلح الفلسطينيين ضارعين الى الله ان يجمع ما فرق, ويوحد ما شتت, ويدخل البهجة الى قلب من امتلأ قلبه بالكيظ , والألم , علّ رمضان يعيد شيئا من زغاريد الفرح والبهجة , الى شوارع غزة التي تفتقرها منذ شهور.... | |
|
السبت أغسطس 22, 2009 5:51 am من طرف لطفي